باب الرحمة
باب الرحمة:
باب عظيم مغلق يقع على بعد 200م جنوبي باب الأسباط في الجدار الشرقي للمسجد الأقصى والذي يمثل جزء من السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك والذي يمثل أيضا جزءاً من السور الشرقي للبلدة القديمة يبلغ ارتفاعه يبلغ طوله 20،37 مترًا وعرضه 10,50 مترًا في ذلك الوقت ، وكانت القاعة مكونة من ستة قباب ضحلة لها قباب مفصولة بأقواس. ذات شكل بيضاوي ينبع من عمودين عند المداخل وعمودين مركزيين ويوجد داخل المبنى مرتفع ينزل أليه بدرج طويل من داخل الأقصى حيث تنحدر هضبة بيت المقدس بشدة من الجهة الشرقية فيرتفع السور ويهبط مستوى سطح الأرض وهو باب مكون من بوابتين الرحمة جنوبا والتوبة شمالا وأسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له يطلق عليه الغربيون تسمية اخرى مشهورة وهيا الباب الذهبي وهي ترجمة خاطئة لاسمه باللغة اليونانيية والتي تعني الباب الجميل ( ومنه نستنتج ان لا علاقة للباب باسم الباب الذهبي هي فقط ترجمة خاطئة يونانية)ويقول الباحثون أن بناءه يعود على الأرجح الى الفترة الاموية في عهد عبد الملك بن مروان بدلالة عناصره المعمارية والفنية وقد بقي الباب مفتوحاً حتى أتخذه الصليبيون منفذ لهم الى الأقصى لاعتقادهم أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام دخل فيه وأمه هو الذي سيفتحه في المستقبل وهو مالايوجد دليل عليه ولذلك شغل هذا الباب ولايزال حيزا كبيراً في معتقداتهم وغالب الظن أن الاغلاق تم على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير بيت المقدس ١١٨٧م بهدف حماية المدينة والمسجد من اي غزو محتمل وقد استخدم المبنى الواقع داخل الباب من جهة المسجد الاقصى المبارك قاعة للصلاة والذكر والدعاء ويقال أن الإمام الغزالي رحمه الله اعتكف في زاويته أعلى باي الرحمة عندما سكن بيت المقدس وكان يدرس في المسجد الاقصى المبارك وفيها وضع كتابه القيم إحياء علوم الدين كما عمرت هذا الباب وقاعته لجنة التراث الاسلامي واتخذتها مقرا لأنشطتها الدعوية داخل الأقصى منذ عام ١٩٩٢م حتى حلت سلطات الاحتلال الصهيوني اللجنة عام ٢٠٠٣م
سبب تسمية الباب:عن أبي العوام مؤذن بيت المقدس,قال:سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول:انه السور الذي ذكره الله في القرأن:(يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)هو السور الشرقي باطنه المسجد واظاهره وادي جهنم .وكانت تضم قبري الصحابيين شداد بن اوس,وعبادة بن الصامت رضي الله عنه.(ومما سبق نستنتج ان سمية المقبرة على اسم الباب) متى أغلق الباب ولماذا: الرأي الأول:اغلاق الباب تم على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس في 1187م بهدف حماية المدينة والمسجد من اي غزو محتمل وربما كان هدف صلاح الدين هو اقتصادي وليس عسكري وذلك لدفع شادي الرحال الى المسجد الأقصى الدخول من بوابات المدينة المؤدية للأسواق فيحصل التبادل التجاري والمنفعة بدلا من الدخول المباشر للمسجد بعد زيارة قبور الصحابة المدفونين قرب الباب الرأي الثاني:ينسب مؤزخون اغلاق الباب للعثمانين بسبب خرافة سرت بين الناس أنذاك مالها ان الفرنجة سيعودون لاحتلال مدينة القدس عن طريق هذا الباب الرأي الثالث:ان اغلاق الباب قديم وانه تم على مرحلتين في الفترة الأسلامية المبكرة (العباسية والفاطمية)أغلقت (شمعت/سمرت)البوابات الخشبية المصفحة بشكل دائم حيث حول داخل الباب الى مصلى(لهدف ديني وهو تجسيد الأية الكريمة) ومنه نستنتج: أن سبب أغلاق الباب تم على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره للقدس والهدف من اغلاق الباب هو حماية المدينة والمسجد من اي غزو وكان اهدف الاساسي من الأغلاق هو اقتصادي كما ذكرنا سابقا. (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب)حيث كسي الباب من الخارج بصفائح الحديد (كناية عن الظلام_أن هذه الأية وردت في سورة الحديد)في حين كسي الباب من الداخل بصفائح النحاس الأصفر اللامع وهو(كناية عن النور)وسمي الموضع بمشهد النور كما ذكره المقدسي 990م حيث أغلق الباب للحيلولة بين وادي جهنم خارج الباب والمسجد الأقصى وبقيت البوابات مغلقة حتلى الفترة العثمانية حيث تقرر سد الباب بالحجر بشكل كامل في محاولة للتخلص من اشاعة ان الفرنجة سيعودون من هذا الباب تحليل الروايات التاريخية:ان مشاهدات الرحالة والتحليل المنطقي يشير أن الرأي الثالث هو الأقرب للصواتب فأقدم ذككر لاغلاق الباب نستشفه من وصف الرحالة ناصر خسرو 1047م لباب الرحمة:(كان في وقت مادهليز فصيروه مسجدا وزينوه بانواع السجاد)أي أن الدهليز (غرفة)الباب أصبح مصلى بعد فرشه بالسجاد ولم يعد ممرا يؤدي الى خارج المسجد ولكن أغلاق الباب في المرحلة الأولى كان مثل غلق باب السكينة شقيق باب السلسة حيث تم غلق لباب الخشبي دون استعمال الحجارة ويشهد على ذلك وصف مجير الدين 1495م بقوله(وهما الأن غير مشروعين) أي أن البوابات الخشبية كانت موصدة في حين يقول عن باب الجنائز القديم جنوب باب الرحمة باب لطيف مسدود بالبناء فلو كان باب الرحمة مسدودا بالبناء زمان مجير الدين 1495م لذكر ذلك وصف المقدسي في كتابه ويدخل الى المسجد من ثلاثة عشر موضعاً بعشرين باباً باب حطة،باب النبي،أبواب محراب مريم ،بابي الرحمة كما وصف الإدريسي الذي عاش في القرن السادس الهجري القول في بيت المقدس وبعض أثارها يقول أن بيت المقدس مدينة جبلية قديمة البناء أزلية كانت تسمى أيلياء وهي على جبل يصعد أليها من طرفها شرقي باب يسمى (باب الرحمة )وهو مغلق لايفتح الا من عيد الزيتون لمثله وصف ناصر خسرو في كتابه وقال دراعاً وعرضه ثلاثون عليه نقوش ونقر وله بابان جميلان لايفصلهما اكثر من قدم واحدة ويقال إن سليمان بن دواد عليه السلام بنى الأروقة هذه وحين يدخل السائر هذا الرواق متجهاً ناحية الشرق فالأيمن من هذين البابين هو (بابي الرحمة )والأيسر( باب التوبة )ويقال أن هذا الباب هو الذي قبل الله تعالى عنده التوبة لداود عليه السلام وعلى هذا الرواق مسجد جميل كان في وقت ما دهليزاً جامعاً وزينوه بأنواع السجاد وله خدم مخصوصون ويذهب اليه كثير من الناس ويصلون ويدعون فيه الله تبارك وتعالى فأن هذا المكان قبل توبة داود عليه السلام وكل أنسان هناك يأمل التوبة والرجوع عن المعاصي ويقال ان داود لم يطأ عتبة هذا المسجد حتى بشره الوحي بأن الله سبحانه وتعالى قد قبل توبته وأستخدمت في بنائه حجارة لايصدق العقل كيف اسطتاعت قوة البشر نقلها وأستخدامها ويقال أن سليمان بن دواد عليهما السلام هو الذي بناه وعلى الحائط عند الباب المسمى بباب النبي حجر ارتفاعه خمسة عشر ذراعا وعرضه أربعة أذرع فليس في المسجد حجر اكبر منه المصادر والمراجع: 1_ايهاب سليم الجلاد،معالم المجسد الأقصى تحت المجهر ،ط١، اصدار مركز تقديم بيت المقدس،٢٠١٧م,ص176. 2_هيثم الرطروط,التطور المعماري للمسجد الأقصى في بيت المقدس في الحقبة الأسلامية المبكرة العمارة المقدسة على شكل المقدس,رسالة دكتوراه,2008م,ص274. 3_د.عبدالله معروف,المصدر السابق,ص80_81. 4_ايهاب سليم الجلاد ,المرجع السابق,ص177. 5_ايهاب سليم الجلاد ,المرجع السابق,ص177_178_179. 6_شمس الدين أبي عبد الله محمد المقدسي,المرجع السابق,ص170. 7_الشيخ عبدالله نجيب السالم,المصدر السابق,ص67. 8_ناصر خسرو,سفر نامه,ط1,1945,ص23.