مئذنة باب الغوانمة
محتويات
مقدمة[عدل]
تذكر المصادر التاريخية أن جميع مآذن المسجد الأقصى الأربعة تم بنائها في العصر الأموي. حيث يقول إيهاب الجلاد ان الوليد بن عبد الملك وضع المآذن وكانت تسمى المآذن في عصره صوامع، وكانت الصوامع مبنية على زوايا المسجد الأقصى لتحديد حدوده، ولكن بعد الغزو الصليبي لبيت المقدس تهدم وتغير كثير من معالم الأقصى الشريف ومنها المآذن، وقد تم إعادة بنائها في العصر الايوبي والمملوكي وذلك على الأسس القديمة. ويأكد هذا الكلام ما ذكره العليمي، بل ويعيد البناء لعبد الملك، حيث قال: " وَأما المنائر فقد تقدم فِي ذكر وصف الْمَسْجِد الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ فِي زمن عبد الْملك بن مَرْوَان وَبعده أَن فِيهِ من المنائر اربعة ثَلَاثَة مِنْهَا صف وَاحِد غربي الْمَسْجِد وَوَاحِدَة على بَاب الاسباط وَفِي عصرنا الْأَمر كَذَلِك لَكِن المنائر الَّتِي بِهِ الان بناؤها متجدد بعد ذَلِك الْبناء وَالظَّاهِر انه على الأساس الْقَدِيم"
موقع المئذنة[عدل]
تقع في زاوية الرواق الشمالي من المسجد الأقصى المبارك في أقصى غربه، بالقرب من باب الغوانمة.
سبب التسمية[عدل]
سميت بمئذنة باب الغوانمة لكونها عند باب الغوانمة، ويطلق عليها ايضا اسم منارة قلاوون نسبة الى الناصر محمد بن قلاوون الذي قام بتجديد المئذنة. ويطلق عليها اسم مئذنة السرايا لوقوعها بجوار السرايا العثمانية الواقع خارج المسجد الأقصى والتي تعرف اليوم بالمدرسة العمرية، ولها اسم قديم جدا يعود لفترة الأمويين حيث كان يطلق عليها اسم مئذنة إبراهيم الخليل وسبب هذه التسمية أن باب إبراهيم الخليل هو الاسم القديم لباب الغوانمة.
تاريخ الإنشاء[عدل]
يعود تاريخ إنشاء جميع مآذن المسجد الأقصى المبارك الى العهد الأموي كما ذكرنا مسبقا، وتم إعادة بنائها في عهد السلطان حسام الدين لاجين عام 677هـ/1278م وكان ذلك بأمر منه للقاضي شرف الدين عبد الرحمن بن صاحب ناظر الحرمين الشريفيين الذي قام وباشر بتشييدها ، جددها الأمير تنكز عام 730هـ/1297م في عهد الناصر محمد بن قلاوون .
وصف المئذنة[عدل]
يقول العليمي في وصفه للمئذنة أنها أعظم مآذن المسجد الأقصى واتقنها عمارة. وتعتبر أعلى مآذن المسجد بطول يبلغ (38متر) وهي مربعة الشكل حسب النمط المملوكي وتمتاز بكثرة الأعمدة الرخامية المستعملة في بنائها. وتتكون المئذنة من بناء مربع يقوم على قاعدة حجرية عالية تنتهي بمجموعة من المقرنصات، ويقوم فوقها الطابق الاول ويقوم الطابق الثاني على غرار الطابق الأول، باستثناء الفتحة فهي مستطيلة الشكل وامامها عامود صغير من الرخام وينتهي هذا الطابق بمجموعة من المقرنصات لإقامة شرفة حجرية مربعة الشكل فوقه وفي وسطها بناء مربع اصغر حجما من مربع المئذنة ويقوم فوقه بدن مثمن ينتهي بطاقية المئذنة (المبخرة).
المئذنة في العصر الحديث[عدل]
قام المجلس الإسلامي الأعلى بتجديد قسم من الشرفة والرفراف وما فوقه من هذه المئذنة عام 1927م. وبسبب ارتفاع المئذنة الذي يجعلها تشرف على جميع مناطق المسجد الأقصى سعت القوات الإسرائيلية للسيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة لها، تلك المدرسة تم السيطرة عليها من قبل القوات الإسرائيلية منذ بداية الاحتلال، كما أن النفق الغربي الذي افتتح عام 1996م عمل على تصدع المئذنة لأنه يمر بالقرب من أساسات المئذنة الجليلة، وعليه استلزم ترميمها عام 2001م وهو الترميم الأخير للمئذنة.