أبواب المسجد الأقصى
باب السلسلة : (باب داوود): هو باب مستطيل الشكل ارتفاعه 5.15 متر (1)، يقع هذا الباب في الرواق الغربي، بين المدرسة الأشرفية شمالاً والمدرسة التنكزية جنوباً، تحت مئذنة السلسلة . وهو من أبواب المسجد القديمة، له مدخلان الأول يسمى السلسة وهو مفتوح، والثاني يسمى (كما يذكر العمري 746هـ/1345م) باب السكينة، وهو مقفل ولا يفتح إلا للضرورة جدد بناؤه في الفترة الأيوبية عام 600هـ - 1203م . (2) ويصفه الحنبلي : " بَاب السلسلة وَبَاب السكينَة وهما متحدان ومنهما يخرج الى الشَّارِع الْأَعْظَم الْمَعْرُوف بِخَط اسيدنا دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وهما عُمْدَة أَبْوَاب الْمَسْجِد وغالب استطراق النَّاس الى الْمَسْجِد مِنْهُمَا لِأَنَّهُمَا ينتهيان الى مُعظم اسواق الْبَلَد وشوارعها وَيعرف بَاب السلسلة قَدِيما بِبَاب دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام" (3) باب السلسة من الأبواب القديمة للمسجد عرف باسم باب داوود (ذكره ابن الفقيه 290هـ / 903م والرّحالة ناصر خسروا 438هـ /1047م، وأيضاً المقدسي . وبداية هذه التسمية جاءت عندما سيطرة المسيحيين على القدس في الفترة البيزنطية في القرن الرابع، حاول هؤلاء المسيحيون فهم التاريخ اليهودي (الكتاب المقدس ) عندما كانوا في القلعة يجلسوا للتعبد شاهدوا بركة وكانت هذه البركة مطلة على جنوب القلعة ووظيفتها تجميع المياه مثل أغلب البرك في بيت المقدس ، وعند قرأتهم للكتاب المقدس اليهودي شاهدوا أنّ البركة قريبة من البرج ،لذلك اعتقدوا أنّ البرج مسكن للنبي داوود عليه السلام حسب معتقداتهم فربطوا البركة بالقصة التوراتية وأسموها بركة حسكيه (الآن هي بركة البطرك) وأسموا القلعة برج داوود .
وعندما جاء المسلمين من بعدهم سموا القلعة (قلعة محراب داوود ) وهذا الأمر تطور في الفترة المملوكية ويقول مجير الدين الحنبلي :
"ذلك أن هناك طريقاً يصله مباشرة بقلعة القدس التي عرفها المسلمون باسم قلعة داود، رغم أنها بنيت بعد داود عليه السلام بزمن طويل ". ويدّعي بعض المؤرخين الغربيين أن الباب الحالي ، من بناء الصّليبيين بسبب وجود التماثيل الصليبيّة على جداره الخارجي ، ولكن نظرة متفحصة لهذه البقايا الصّليبيّة تُظهر أن الأيوبيين أعادوا استخدامها بدلالة عدم التناظر والتطابق بين التماثيل .
يقوم الباب في مكان مرتفع فوق الشارع الرئيسي المتاخم للجدار الغربي للمسجد الأقصى مما استدعى بناء جسر أمّ البنات(4)، الذي أُقيم فوق "خط وادي الطواحين " أحد أشهر أودية البلدة القديمة وتحت هذا الجسر يقع مدخل النفق الذي يمتد بمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى، علماً بأنّ النفق قديم ، قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي عمل على توسعته وحفر أنفاقاً جيدةً تتفرغ منه ، كما استخدموه لغسل أدمغة الزوّار فيما يتعلق بالهيكل المزعوم.(5) وهذا الباب مفتوح للمصليين بعد الاحتلال الصهيوني أي منذ عام 1387هـ / 1967م .
(1)هيثم الرطروط :التطور المعماري للمسجد الأقصى في بيت المقدس في الحقبة الإسلامية المبكرة ،الناشر الأكاديمي لمعهد آل مكتوم ،2004 ،ص 384 (2)معالم المسجد الأقصى تحت المجهر ، مؤسسة القدس الدولية ،ص5 (3)مجير الدين العليمي: الأنس الجليل ،تحقيق عدنان يونس -عبد المجيد نباتة ،مكتبة دنديس ،عمان، ج 2 ،ص31 (4)هيثم الرطروط :التطور المعماري للمسجد الأقصى في بيت المقدس في الحقبة الإسلامية المبكرة ،الناشر الأكاديمي لمعهد آل مكتوم ،2004 ،ص 353 (5)إيهاب سليم الجلاد : معالم المسجد الأقصى تحت المجهر، تقديم البروفيسور عبد الفتاح العويسي ،الطبعة الأولى ،مركز بيت المقدس للأدب2017، ص 165-166