نقاش:المدرسة الأشرفية
موقعها: تقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى بين المدرسة العثمانية شمالاً ومئذنة باب السلسلة جنوباً تسميتها وتاريخ إنشائها: بناها الامير حسن ظاهر للملك الظاهر خشقدم ٨٧٥ه/١٤٧٠م وكانت تسمى بالسلطانية وبعد وفاته طلب الامير حسن من السلطان قايتباي أن يتقبلها منها فقبلها ونسبت إليه وسميت بالأشرفية ولما زار قايتباي القدس سنة 880 هـ /1475 م ورآها لم تعجبه فأمر بهدمها، وأرسل عام (884هـ/1479م) خاصكيا فهدمها، وبعث مهندسين ومعماريين من القاهرة لأجلها بينهم مهندس نصراني حذق، وبوشر بالبناء في ٨٨٥ه/ 148٠م وتم إضافة بعض العمائر لها وانتهى في ٨٨٧ه/١٤٨٢م وقد تولى أمر العمارة القاضي فخر الدين بن نسيبة الخزرجي و تكلم عنها مجير الدين الحنبلي فقال "تقدم أن الأمير حسن الظاهري كان قد بنى المدرسة القديمة للملك الظاهر خشقدم، ثم بعد وفاته سأل السلطان الملك الأشرف في قبولها فقبلها منه ونسبت إليه ورتب لها شيخاً وصوفيةً وفقهاء وصرف لهم المعاليم ثم حضر السلطان إلى القدس الشريف سنة 880ه فلم تعجبه.. فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الاحد رَابِع عشري شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ كَانَ الِابْتِدَاء فِي حفر الاساس لعمارة الْمدرسَة وَهدم الْبناء الْقَدِيم الَّذِي على رواق الْمَسْجِد وَشرع المهندسون فِي الْعَمَل فَبنى الْمجمع السفلي الملاصق لرواق الْمَسْجِد من جِهَة الشرق". صفتها: أفخم مدراس القدس بناءً وأشهرها وصفها مجير الدين الحنبلي بزمانه بدقة وأبدى إعجابه بقوله: "كانوا يقولون قديمًاً مسجد بيت المقدس به جوهرتان هما قبة الجامع الأقصى وقبة الصخرة الشريفة. فقلت: وهذه المدرسة صارت جوهرة ثالثة فإنها من العجائب في حسن المنظر ولطف الهيئة". زارها الشيخ عبد الغني النابلسي (ت)١١٤٣ه/١٧٣٠م ووصف معمارها بدقة . والمدرسة قسمان: قسم داخل المسجد الأقصى، وآخر خارجه، والذي داخله عبارة عن طابقين: الأول في أصله كان مصلى الحنابلة في المسجد الأقصى، ويستخدم جزء منه الآن كمقر لقسم المخطوطات التابع لمكتبة المسجد الأقصى (ومقرها الرئيسي في جامع النساء)، والجزء الأكبر منه هو مقر ثانوية الأقصى الشرعية للبنات، وفيه أيضًا قبر الشيخ الخليلي، وبعض الأجزاء الصغيرة التي تستخدم دوراً للسكن. أما الطابق الثاني وهو مسجد المدرسة فسقفه مهدوم بسبب زلزال سنة 1346هـ - 1927م. وفيه صحن وأربعة أواوين. والمبنى جميل يشتمل على صفوف الحجارة المشهرة باللونين الأحمر والابيض ومليئة بالعناصر المعمارية والزخارف النقوش عليها: وتحتوي المدرسة على نقشين أصليين مكتوبين بخط النسخ المملوكي بأحرف كبيرة كالتالي: "أمر بإنشاء هذه المدرسة الشريفة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي عز نصره بتاريخ مستهل شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثمان مائة. وذلك في أيام المعز الأشرف الناصري سيدي محمد الخازندار ناظر الحرمين الشريفين عظم الله شأنه". وعلى جانب آخر من الجدار نفسه نقشت الكلمات التالية: "أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة الإمام الأعظم والملك المكرم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قيتباي عز نصره فكان الفراغ من ذلك في شهر رجب سنة سبع وثمانين وثمانمائة". الوضع الحالي: تم إعادة ترميم الأجزاء الباقية من هذه المدرسة وتأهيلها، رغم الصعوبات المختلفة الراهنة أنهيت أعمال الترميم هذه في سنة 1425هـ/2004م. وشملت أعمال تبليط مميزة، وقواطع خشبية ذات طابع تقليدي، إضافة إلى ترميم البلاط المملوكي الأصلي الذي اكتشف على سطح المبنى. كما تم تزويد المبنى بأحدث وسائل التهوية الصناعية وتكييف الهواء المناسبة للمبنى والذي أصبح قسم كبير منه مركزاً لترميم المخطوطات و بدأ العمل فيه رسمياً في منتصف سنة 1429هـ/2008م. في حين لايزال قسم منها يستثمر بوصفه ثانوية شرعية للبنات.
((المصادر والمراجع)):
رأفت الرفاعي و عبد الله معروف: أطلس معالم المسجد الأقصى، ص١٠٥. مجير الدين العليمي الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تحقيق(محمود عودة الكعابنة)، ط١، مكتبة دنديس، عمان، ١٩٩٩، ج٢، ص٤٥٢. مجير الدين العليمي الحنبلي: الأنس الجليل، ج٢، ص٤٥١. ينظرمجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل، ج٢، ص٤٥٥. مجير الدين الحنبلي: الأنس الجليل، ج٢، ص٤٥٦. ينظرعبد الغني النابلسي(ت)١١٤٣ه: الحضرة الأنسية في الرحلة المقدسية، تحقيق(أكرم حسن العلبي)، ط١، المصادر للطباعة والنشر، بيروت، ١٩٩٠، ص٩٩حتى ص١٠٣.