المدرسة التنكزية
تشغل هذه المدرسة سطح ستة قناطر في الرواق الغربي إلى الجنوب من باب السّلسلة وتطل نوافذها الغربية على الرّواق الغربي للمسجد الأقصى ، وهي من المدارس الجميلة ، بنى وأوقف هذه المدرسة الأمير تنكز الناصري في سنة 729هـ /1382م (1) كما يظهر في الشريط الكتابي على واجهة المدرسة .
قال عنها المؤرخ مجير الدين : " وهي مدرسة عظيمة ليس في المدارس أتقن من بنائها وهي بخط باب السلسلة ، ولها مجمع راكب على الأروقة الغربية للمسجد " . تتكون المدرسة من طابقين ، كانت المدرسة تشغل الطابق الأوّل الأراضي بينما كان الطابق الثاني سكناً للطلاب وللمتصوفة (خانقاه) . صُرف على الطلاب والمدرسين في المدرسة من عائدات خان تنكز وحمامي العين والشّفا ونصف دكاكين سوق القطّانين ( كما يظهر في وقفية تنكز على مدرسته ) . حُولت المدرسة إلى ديوان للقُضاة (محكمة) في نهاية الفترة المملوكية واستمرت كمحكمة شرعية إبّان الفترة العثمانية وفي زمن الانتداب البريطاني سكنها الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين، ليشرف على ساحة البُراق ومراقبة انتهاكات اليهود ، خاصةً بعد أحداث ثورة البراق عام 1348هـ /1929م تضررت المدرسة جرّاء زلزال 1345هـ /1927م . لذا قام المجلس الإسلامي الأعلى بإعادة ترميم المدرسة وتدعيم السّواري التي تحملها. في الفترة الأردنية عاد المبنى مدرسة شرعية إلى أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1389هـ / 1969م بمصادرتها حيث تم تحويلها إلى مركز لقوات حرس الحدود الإسرائيلية، كما قامت شرطة الاحتلال بنصب كاميرات مراقبة فوق المدرسة لمراقبة المسلمين داخل المسجد. (2). وبحكم موقعها الملاصق لحائط البراق السليب، جرت تحتها حفريات صهيونية عديدة تحولت إلى أنفاق يعتقد أنها تنفذ إلى ما داخل الأقصى المبارك . وتتصل هذه الحفريات معاً فيما أسماه اليهود نفق " الحشمونائيم" والذي افتتح عام 1996م ، ويمتد بداية من ساحة البراق المحتل جنوباً ، بطول الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، حتى يصل إلى المدرسة العمرية شمالاً وتتفرع منه أنفاق أخرى على جانبيه . وفي مارس 2006م ، افتتح " موشيه كتساف" ،رئيس الكيان المحتل كنيساً يهودياً في أحد هذه الأنفاق ، يقع أسفل المدرسة التنكزية مباشرة ، ملاصقاً تماما للجدار الغربي للأقصى ، حيث يدلف إليه اليهود من ساحة حائط البراق المحتل.(3)
(1) مجير الدين العليمي الحنبلي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ،تحقيق عدنان يونس عبد المجيد نباتة ،مكتبة دنديس ،عمان ، جزء 2ص386. (2) إيهاب سليم الجلاد : معالم المسجد الأقصى ، الطبعة الأولى ، مركز بيت المقدس للأدب ، 2017م ،ص 207-208. (3) رأفت مرعي – عبد الله معروف ،أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك ، الطبعة الأولى ، دار الفرسان عمان 2010م،ص 106