المصلى المرواني

من موسوعة بيت المقدس الإلكترونية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

موقع هذا المصلى:

هذا المصلى معروف بالتسوية الشرقية, يقع أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى بمساحة 3600 م2 أكثر من 4 دونمات (الدونم = 919,3 متر مربع قبل انهيار الدولة العثمانية, وبعد انهيارها تغير الدونم إلى 10000 متر مربع بدل من المقاس الأخير في عهد الانتداب البريطاني), بني في العهد الأموي الأول حيث كان الهدف الأساس من بنائه جعل ساحات المسجد على مستوى واحد. ويرجح أنه بني قبل المسجد القبلي. سمي هذا المسجد بالمصلى المراني نسبة لعبد الملك بن المروان الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية.

ثم حوله الصليبيون إلى اسطبلات للخيل عندما احتلوا المسجد الأقصى, وحفروا زوايا الأعمدة لربط خيولهم. وسموها "اسطبلات سليمان". وهي تسمية توراتية نسبة لسليمان عليه الصلاة والسلام. ولكن استعماله اسطبلا لا علاقة لنبي الله سليمان عليه السلام. بقيت الحال على ذلك حتى فتح المسجد الأقصى في عهد يوسف بن نجم الدين الأيوبي المعروف بصلاح الدين الأيوبي أو "Saladin". فأعاد صلاح الدين المصلى المرواني إلى استعماله السابق (باعتباره تسوية ومخزنا) وقام بتطهيره وإغلاقه.

لا يزال هذا المصلى مغلقا لسنوات طويلة نظرا لقلة عدد الشادي الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك مع اتساع ساحة الأقصى العلوية. في نهاية عام 1995م كشفت بعض الصحف العالمية وثيقة سرية تدعو لتقسيم المسجد الأقصىى المبارك على أساس طبقي على اعتبار أن ما تحت الأرض لليهود وما فوق الأرض للمسلمين. وكان المقصد من ذلك السيطرة على المصلى المرواني بالذات على اعتبار أنه أوسع منطقة مسقوفة في المسجد الأقصى المبارك.


ترميم وتبليط وافتتاح المصلى المرواني

ثم أعادت مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات تأهيله وفتح للصلاة في نوفمبر 1996م / 1417ه لحمايته من مخطط كان يهدف إلى تمكين المستوطنين اليهود من الصلاة فيه لا سيم الاستلاء عليه. فقاموا بتنظيف المصلى المرواني الذي كان مهجورا ومغلقا تنظيفا كاملا. وفي نفس الوقت تم تبليط المصلى ومد الكهرباء إليه وإضاءته. تم العمل في هذا المشروع بالتوازي, يعمل الآلاف من الأشخاص في نفس الوقت, منهم من ينظف ومنهم من يبلط والآخر يمدد وهكذا حتى انتهى في وقت قياسي لم يتجاوز الشهرين. ثم وضع محراب خشبي (مكتوب عليه سورة الإسراء الآية الأولى) صنع في أرض فلسطين كما تبرعت مصر بفرش المصلى المرواني بالسجاد.

أعلن عن افتتاح المصلى رسميا في شهر رمضان المبارك / نوفمبر 1996 ليصبح مصلى رسميا ضمن المسجد الأقصى المبارك لأول مرة في التاريخ. وبعد ذلك تم تبليط وإصلاح سقف المصلى المرواني الذي يعتبر جزءا من المسجد الأقصى. وكان هذا العمل من أكبر و أجل أعمال الترميم التي قام بها المواطنون الفلسطينيون في فلسطين لحماية المسجد الأقصى من الاحتلال والتهويد. حيث حل المصلى المرواني مشكلة استيعاب أعداد المصلين في الأقصى, إلا مشكلة واحدة وهي أن له مدخل واحد ضيق وكان عشرة آلاف شخص يدخلون ويخرجون منه. وهذا الحال يسبب الزحام.

فقام بعض الباحثين بإجراء عدة بحوث في المنطقة واكتشف سبعة بوابة قديمة مغلقة ومطمورة في الناحية الجنوبية الشرقية من المصلى المرواني. وفي نهاية عام 1999م قررت الهيئات الإسلامية في القدس وعلى رأسها لجنة التراث الإسلامي, ومؤسسة الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية, وبرعاية دائرة الأوقاف الإسلامية, كشف البوابات وفتح اثنين منها لصالح التوسيع على المصلين.

وفعلا تم الكشف عن البوابات عام 2000م وفتح اثنين منهما للمصلين وتركيب بوابات خشبية متناسقة مع الشكل العام لبوابايت الأقصى لامبارك. وتم تبليط المنطقة الخارجية إلى ساحة عرفت باسم الساحة الشرقية. وكذلك تم إضافة سبيل ماء إلى جانب إحدا البوابتين, وتبليط المنطقة كلها بأسلوب متناسقة مع الشكل التاريخي للمنطقة, وتركيب أعمدة الإضاءة في الساحة بتمويل من هيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبذللك فتح المجال للمصلين للدخول إلى المصلى المرواني والخروج منه بسهولة, وساعدت الساحة الشرقية على استيعاب عدد كبير من المصلين في أوقات الذروة كالعيد.

ولكن هذا العمل لم يرق لسلطات الاحتلال الصهيوني التي اقتضت مضاجع الدنيا بالضجيع مدعية بأن هذا العمل تخريب متعمد للآثار اليهودية في جبل المعبد, فحاولت أكثر من مرة استفزاز العاملين والمصلين أثناء العمل, كما منعت لاحقا ادخال أي مواد قد تستخدم في الترميم إلى المسجد الأقصى المبارك.

وكان هذا العمل هو السبب الرئيس المعلن للزيارة المشؤومة للإرهابي أريل شارون (Ariel Sharon) إلى المسجد الأقصى المبارك يوم الخميس 28/9/2000م, والتي أدت بدورها إلى مجزرة الأقصى الثالثة في اليوم التالي واندلاع انتفاضة الأقصى التي عمت جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.