باب الأسباط

من موسوعة بيت المقدس الإلكترونية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أسماؤه:

كان هذا الباب يسمى  بباب محراب زكريا وأيضاً بباب بركة بني اسرائيل، ويبدو ان اسم الباب تغير كثيراً بعد الفتح الصلاحي فأصبح يسمى بباب الاسباط والذي كان يليه من الغرب،  نسبة لأولاد يعقوب عليه السلام ويسمى أيضاً باب ستي مريم لقربه من كنيسة القديسة مريم والتي يعتقد المسيحيون أنها المكان الذي ولدت فيه السيدة مريم عليها السلام وهو نفس مكان المدرسة الصلاحية، وهو بالقرب من باب الأسباط الذي يقع على السور الشمالي الشرقي للمدينة القديمة*

تاريخ الانشاء: ويعود تاريخ البناء الأول للفترة الاسلامية المبكرة بسبب توافق العمارة مع نمط تلك الفترة، وكان له أكثر من فتحة. ثم أعيد بناؤه في العصر الأيوبي أيام السلطان المعظم عيسى ٦١٠ه‍/١٢١٣م وأعيد تجديده في عهد المماليك مع بناء مئذنة باب الأسباط ٧٧٨ه‍/١٣٦٧م يعود بناء الباب الحالي إلى عام 945هـ/1538م في عهد السلطان سليمان القانوني وقد جدد الباب سنة 1232هـ/1816م صفته:

الواجهة الجنوبية لهذا الباب هي مدخله بارتفاع 4 أمتار تقريباً وفتحة مستطيلة بعقد مدبب وفي زاوية المدخل توجد دركات مربعة الشكل تعد جزءاً من الرواق الشمالي و للباب في أحد الدفتين مدخل صغير تسمح بدخول شخص واحد فقط ويعد مدخل الدركات أحد أقوس الرواق الشمالي الضخمة المدببة، أما الواجهة الشمالية للباب فهي فتحة مستطيلة لقوس مدبب عرضه 2م تقريباً وارتفاعه 4م كما أن المدخل مسقوف بقنطرة مدببة عرضها حوالي 1م.

وضعه الحالي: هو المدخل الوحيد لسيارات الاسعاف لداخل المسجد الأقصى في حالات الطوارئ لأنه أوسع الابواب المساوية للأرض، وهو من أهم أبواب المسجد الأقصى وذلك بعد أن أغلق الاحتلال الاسرائيلي باب المغاربة في السور الغربي للمسجد الأقصى أمام المسلمين ويعتبر المدخل الأساسي للمصليين خاصة الآتين من خارج المدينة لقربه من باب الأسباط الواقع في سور المدينة المقدسة، فتدخل الحافلات القادمة من خارج المدينة إلى ساحات مفتوحة قرب البابين تصلح لوقوف السيارات، ويوجد أيضاً محطات لشرطة الاحتلال لمراقبة الداخلين والخارجين من الأقصى وقد دخلت قوات الاحتلال من هذا الباب بعرباتهم عند احتلاله عام ١٩٦٧. موقعه: يقع على السور الشمالي في أقصى جهة الشرق، يقول مجير الدين "وباب الأسباط نسبة لأسباط بني اسرائيل وهم يوسف وروبيل وشمعون ويهودا عليهم السلام وهو في مؤخرة المسجد في آخرة جهة الشمال من جهة الشرق وهو قريب من باب الرحمة والتوبة" ان المؤرخين الذين تكلموا عن أبواب المسجد الاقصى خلطوا بين مسمياتها ومواقعها، مما جعل من الصعب تحديد أبواب المسجد الأقصى التي كانت قائمة في الفترات الإسلامية المبكرة، فابن عبد ربه يذكر من الأبواب:باب داود وباب سليمان وباب حطة وباب التوبة وباب الرحمة وأبواب الأسباط أسباط بني اسرائيل وهي ستة أبواب وباب الوليد وباب الهاشمي وباب الخضر وباب السكينة، ويصفه ناصر خسرو فيقول " وعلى الجانب الشمالي بابان آخران متجاوران عرض كل منهما سبع أذرع، وارتفاعه اثنتا عشرة ذراعاً، ويسمّيان "باب الأسباط" (أي باب حطة اليوم،، ثم يكمل باتجاه الشرق) فإذا اجتازه السائر، وذهب مع عرض المسجد الذي هو جهة المشرق، يجد رواقاً عظيماً كبيراً به ثلاثة أبواب متجاورة ((هذا باب الاسباط اليوم)) في حجم باب الأسباط، وكلّها مزيّنة بزخارف من الحديد والنحاس قلّ ما هو أجمل منها تسمّى "باب الأبواب" لأنّ للمواضع الأخرى بابين وله ثلاثة."). ويقول المقدسي "إلى المسجد من ثلاثة عشر موضعاً بعشرين باباً (مبتدأ من الجدار الجنوبي الغربي): باب حطة، باب النبي صلعم، أبواب محراب مريم، باب الرحمة، باب بركة بني اسرائيل، أبواب الأسباط، أبواب الهاشميين، باب الوليد، باب ابراهيم، باب أم خالد، باب داوود" ويذكر ابن الفقيه "وفيه من الأبواب: باب داود وباب حطة وباب النبي وباب التوبة وفي محراب مريم وباب الوادي وباب الرحمة ومحراب زكريا وأبواب الأسباط ومغارة ابراهيم ومحراب يعقوب وباب دار ام خالد"

ويذكر العمري الباب في الفترة المملوكية باسمه الحالي فيقول: "في صفة السور الشمالي: وفيه عدة أبواب أولها من جهة الشرق باب يسمى أسباط وهو تلو الرواق المقدم ذكره الذي هو نهاية السور الشرقي وارتفاع هذا الباب خمسة أذرع وعرضه ثلاثة أذرع ونصف وربع وثمن ذراع ويعقب هذا البلب من غربه رواق معقود على عشر سوار طوله اثنان وسبعون ذراعاً وعرضه ثمانية أذرع بصدره أربعة شبابيك مطلة على بركة بني اسرائيل" 

وبعد الحروب الصليبية تم تغيير كثير من المعالم والمسميات ومن بين ذلك باب الأسباط فيؤكد هيثم الرطروط ان تغيير اسم باب الاسباط حدث بين وصفي ناصر خسرو١٠٤٧م ووصف العمري ١٠٤٥م فوصف خسرو يشير إلى فتحتين في باب الاسباط يبدو ان إحداهما أغلقت في نهاية القرن الثالث عشر، ويشير وصف المقدسي إلى باب في الطرف الشرقي للسور الشمالي ويسمى باب بركة بني اسرائيل وهو ما يمثل باب الاسباط اليوم ووفقاً لوصف ابن الفقيه٢٩٠ه‍ فان باب محراب زكريا هو باب الأسباط الحالي.


المصادر والمراجع: إيهاب سليم الجلاد: معالم المسجد الأقصى تحت المجهر، ط١، مركز بيت المقدس للأدب، القدس، ٢٠١٧، ص١٥٤.

 دليل المسجد الأقصى « الحرم الشريف »، (القدس، الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية، ط٢، ٢٠٢٠)، ص٥٣.
 رأفت الرفاعي و عبد الله معروف: أطلس معالم المسجد الأقصى، ط١، مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٠، ٨٣.
  • والذي يسمى أيضا باب الأًسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبي الباب.
 مجير الدين العليمي الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تحقيق(محمود عودة الكعابنة)، ط١، مكتبة دنديس، عمان، ١٩٩٩، ج٢، ص٦٩.
 أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ت٣٢٨ه‍: العقد الفريد، تحقيق: محمد سعيد العريان، ط٢، مكتبة الاستقامة، القاهرة، ١٩٥٣، ج٧، ص٢٥٦.
 ناصر خسرو: سفرنامة، ترجمة؛ يحيى الخشاب، ط٢، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٩٣م، ص٧١.
 المقدسي أبو عبد الله محمد بن أحمد: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط٣، مكتبة مدبولي، القاهرة، ١٩٩١، ص١٧٠.
 ابن الفقيه ابي عبد الله أحمد بن محمد بن اسحق الهمذاني: البلدان، تحقيق؛ يوسف الهادي، ط١، عالم الكتب، بيروت، ١٩٩٦، ص١٥١.
 شهاب الدين ابن فضل الله العمري أحمد بن يحيى ت٧٤٩ه‍: مسالك الأبصار في ممالك الأنصار، تح(كامل سلمان الجبوري ومهدي النجم)، ج١، ط١، دار الكتب العلمية، لبنان، ٢٠١٠، ص٢٢٤.
 Hithem Fathi Al-Ratrout, THE ARCHITECTURAL DEVELOPMENT Of AL-    AQSA MOSQUE IN ISLAMIC JERUSALEM In The Early Islamic Period Sacred Architecture in the Shape of ‘The Holy, Al-Maktoum Institute Academic Press, Uk, 2004, p376