قبة الصخرة

من موسوعة بيت المقدس الإلكترونية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مقدمة عن قبة الصخرة:

تمثل قبة الصخرة أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم، ولها مكانة وقدسية دينية عظيمة في نفوس المسلمين وعامة الناس ، تُعد أقدم وأجمل نموذج في العمارة الإسلامية. وجذبت انتباه واهتمام الباحثين وجميع الناس لما امتازت به من تناسق بين عناصرها ومنشآتها المعمارية وتم اعتبارها آية في فن الهندسة المعمارية، وتعد أعجب وأجمل عجائب الدنيا. أبدى المسلمون تجاهها اهتماماً خاصاً على مدى التاريخ الإسلامي الطويل،خصوصاً بعد الكوارث الطبيعية التي كانت تؤثر بشكل كبير على المسجد الأقصى من زلازل وعواصف وأمطار وغيرها، إذ لم يتأخر أي خليفة أو سلطان مسلم عن ترميمها والحفاظ عليها والدفاع عنها.

تم بناء القبة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأشرف على بنائها المهندسين الرجاء بن حيوة ويزيد بن سلام، وتم بنائها في قلب المسجد الأقصى بالتحديد،وتم بناؤها بدقة عالية جداً.

تفاصيل شكل قبة الصخرة:

تتمركز قبة الصخرة في قلب المسجد الأقصى (في الوسط مع انحراف بسيط نحو الشمال) بحيث تقوم على صحن يرتفع حوالي 4 أمتار عن مستوى ساحة المسجد، ويتم الصعود على هذا الصحن عن طريق 8 أدراج يعلو كل واحد منه بائكة (بوائك) أو ما يسمى بالقناطر. اعتمد المهندس المسلم في تصميم وبناء القبة على ثلاث دوائر هندسية، تم ترجمتها بثلاثة عناصر معمارية التي جاءت محصلة لتقاطع مربعين متساويين وهم: القبة التي تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثمينتان داخلية وخارجية تحيطان بالقبة نتج فيما بينهما رواق داخلي على شكل مُثمّن الأضلاع تتوسطه الصخرة المشرفة، لـِتُشكل فيما بعد معلم إسلامي فريد من نوعه، وترتفع الصخرة عن أرضية البناء نحو متر ونصف، وتعلو الصخرة في وسط المبنى قبة دائرية قطرها حوالي 20 متر.

تتكون قبة الصخرة من: - دائرة تحيط بالقبة: تقوم على 4 دعامات مكسوة بالرخام المعرق، وعلى12 عمود يُحيط بالصخرة.  وتتكون القبة من قبتين داخلية وخارجية نُصبوا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة. - مثمن داخلي مفتوح: تحتوي على 8 دعامات حجرية يوجد عمودان رخاميان بين كل دعامة وأخرى وهي بعرض 6 أمتار ونص. تعلوها عقود نصف دائرية مزخرفة بزخارف فسيفسائية مطلية بالذهب، ومتصلة ببعضها البعض بواسطة جسور خشبية مزخرفة. - مثمن خارجي مغلق: تتألف من 8 واجهات حجرية، فُتح في 4 منها باب وتم فتح 4 شبابيك في كل واجهة لها باب، 5 شبابيك في الواجهة التي بدون باب إضافة إلى شباكان في النصف السفلي للواجهة ( أُضيفت في فترة متأخرة)، وعرضها حوالي 4 أمتار ونصف، وتم كساؤها ببلاط رخامي أبيض معرق من الداخل.

تُغطّى جدران القبة بـالرخام الذي يتكون من أربعة أجزاء متناظرة وتكون شكلاً جميلاً يُطلق عليه اسم (الشقيقة) ويعد من أحد أنواع الفن الإسلامي فهو يمثل أشكال هندسية جميلة جداً تُغني المساجد من استخدام الزخارف والأشكال الحيوانية والبشرية التي حرمها الإسلام. وتم تبليط القسم الخارجي للقبة بنوعين من البلاط، فالقسم السفلي منه تم تبليطه بالبلاط الرخامي الأبيض، وتم تبليط القسم العلوي بالقاشانيّ كما أنه تم تغطية سقف رواقين ممتدين من التثمينة الخارجية وحتى القبة بجملونات خشبية، وتم تغليفها من الداخل بألواح من الخشب وتم دهنها وزخرفتها بأشكال جميلة، ومن الخارج تم تصفيحها بألواح من الرصاص.

   أبعاد وقياسات قبة الصخرة: 
   - قطر القبة الداخلي 20.44م. 
   - ارتفاعها 9.8م. 
   - قطر المبنى كامل 52م. 
   -ارتفاعه 35م. 
   أطوال أضلاع مثمّن قبة الصخرة: 
   -طول الضلع 20.60م. 
   - ارتفاع الضلع 9.5م. 
   أبعاد الصخرة المشرفة  13.50*17.70. 
   مغارة الأرواح: 
   توجد أسفل الصخرة المشرفة ويُقدر إرتفاعها ب 3 أمتار، وهي مغارة طبيعية تتسع لحوالي 40 شخص. 
   صحن القبة: 
   هو المساحة الواسعة التي تحيط بقبة الصخرة، تم تسميته بعدة أسماء منها  “الدّكّان” في العصر العباسي، وبـ “الدكة” في العصر الفاطمي.  


    تساؤلات حول قبة الصخرة: 

ما الهدف من بناء قبة الصخرة؟ يعود بناء قبة الصخرة لثلاثة نظريات، وهي: 1 - تخليداً لحادثة الإسراء والمعراج. 2 - من أجل إظهار عظمة الإسلام، وجعلها مدينة إسلامية وكان هناك بذخ في الإنفاق عليها لإظهار عظمة العمارة الإسلامية وتفوقها على العمارة البيزنطية. 3-من أجل تحويل الحج إلى الأقصى {كما ادعى المؤرخ اليعقوبي} -وهو شيعي متطرف اجتهد في تشويه صورة الأمويين لكسب رضى العباسيين-.

لماذا بُنيت قُبة الصخرة مُثمنة الأضلاع؟ تم ترجيح عدة نظريات لبناء القبة على هذا النحو: 1- أسباب دينية: بسبب المقولة المشهورة في التوراة “أن الصخرة هي عرش الله الأدنى” فـ جُعل المبنى ذو ثمانية أضلاع تشبيهاً بعرش الله في السماء. 2-أسباب معمارية: حتى يتم استغلال المساحة قدر الإمكان ولإظهار الفن المعماري الإسلامي الأصيل.


قبة الصخرة على مر العصور: 
 قبة الصخرة في الفترة العباسية: {750-970م.} -  

اهتم العباسيون بقبة الصخرة المشرفة وبالمسجد الأقصى والقدس قدر استطاعتهم، فكان لهم العديد من أعمال الترميم في المسجد الأقصى كما يُوضح عدد من النقوش الموجودة هناك.

- قبة الصخرة في الفترة الفاطمية: {970-1099م.} 

تعرضت القبة لأضرار كثيرة بسبب هزة أرضية ضربت المسجد الأقصى المبارك، فقام الحاكم الفاطمي الحاكم بأمر الله ببدء أعمال الترميم وأكملها ابنه الظاهر لإعزاز دين الله، حيث تم إعادة بناء القبة وكسوتها بالرصاص بدلاً من النحاس المُذهّب (أموي الأصل) واشتمل هذا الترميم على القبة وزخارفها والنوافذ في رقبة القبة والعديد من الأمور في المبنى.

- قبة الصخرة في العهد الصليبي الفرنجي: {1099-1187م.}  

عند الاحتلال الصليبي تم تحويل قبة الصخرة إلى كنيسة ووضعوا فوق الصخرة مذبحاً وجعلوا المغارة مكاناً لتصريف دماء القرابين، ووضعوا فوق الصخرة صليباً من ذهب. بعد الاحتلال الصليبي بخمسة عشر عاما قام ملوك الفرنج بكسوة الخرة بالرخام خشية زوالها؛ حيث كان القساوسة يتاجرون بها باقتطاع قطع من الصخرة وبيعها للحجاج والزوار بوزنها ذهبا.

- قبة الصخرة في الفترة الأيوبية: {1187-1250م.}  

بعدما قام صلاح الدين الأيوبي بفتح المسجد الأقصى، قام بتطهير وإزالة جميع الآثار والبصمات الصليبية من المسجد، فأعاد قبة الصخرة إلى ما كانت عليه وقام ببعض أعمال الترميم.

- قبة الصخرة في العهد المملوكي: {1250-1517م.} 

لم يتهاون سلاطين هذه الفترة في الإعتناء في قبة الصخرة ففي عام 1927 قام السلطان ظاهر بيبرس تجديد الزخارف الفسيفسائية في التثمينة الخارجية. وفي عام 1318م قام السلطان الناصر محمد ناصر بن قلاوون بتجديد وتذهيب القبة من الداخل ومن الخارج، وقام بتبليط صحن قبة الصخرة المشرفة.

- قبة الصخرة في العصر العثماني: {1517-1917م.}  

اعتنى العثمانيون في المسجد الأقصى المبارك ومبانيه لمدة 400 عام، ولم يتهاونوا في ذلك، ففي عهد السلطان سليمان القانوني قام بتبديل الفسيفساء الأُموية بألواح القاشاني، وتم تركيب النوافذ الزجاجية مما أكسبها رونق خاص بها.

وقام السلطان أحمد الثالث بتجديد القاشاني والنوافذ الزجاجية ، واستهلك في هذا المشروع ما يُقارب ثُلثي ضرائب يافا وطرابلس، كما قام السلطان محمود الثاني بتغير الرخام الخارجي للقبة وقام بتجديد القاشاني المصنوع محليا وكما تم اعادة إعمار السقف وفرش السجاد الفاخر. 
- قبة الصخرة والمجلس الإسلامي الأعلى: {1922-1948م.} 

بعد وقوع المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإنجليزي، حمل هذا المجلس مسؤولية حماية قبة الصخرة المشرفة، وقام بوضع الخطط لإعمار القبة وتبديل القاشاني بجديد، لكن الثورات الفلسطينية والحروب منعت إتمام هذا الإعمار واكتفى المجلس بإجراء بعض التعديلات فقط.

قبة الصخرة والعهد الأردني: {1967-إلى الآن.} تولت لجنة إعمار المسجد الأقصى أعمال الترميم في هذه المرحلة، إذ كان الإعمار في هذه المرحلة ضرورياً بحيث كان مصلى قبة الصخرة في حالة يُرثى لها، وكما أنه تأثر في حرب عام 1948م بحيث قام الصهاينة بإلقاء بعض القنابل على المسجد الأقصى وأصابت إحداها قبة الصخرة المشرفة بالضرر. قامت لجنة إعمار المسجد الأقصى باستبدال صفائح الرصاص التي كانت تكسو القبة واستبدلتها ب معدن الألمنيوم الملون بالأصفر الذي تم ازالته فيما بعد بسبب تسريبه لمياه الأمطار، وفي النهاية قاموا بإعادة بناء القبة من صفح نحاسية مطلية بالذهب.


أنواع الزخارف التي تم استخدامها في قبة الصخرة:

   الزخارف الفسيفسائية. 
   الزخارف الخشبية. 
   الزخارف الرخامية. 
   الزخارف القاشانية. 
   زخرفة الزجاج.