قبة سليمان
تقع هذه القبة مقابل باب العتم ( باب الملك فيصل) في الجهة الشمالية لساحة المسجد الأقصى المبارك يمين سبيل سليمان وأمام مدرسة رياض الأقصى حالياً.
وهي قبة مثمنة الأضلاع طول الضلع (2،4 م) محمولة على أربع وعشرون عمود رخام، مفتوح في واجهتها الشمالية باب، ويوجد في جدارها القبلي محراب، تمتاز بتصميم فريد حيث أنه في كل واجهة يوجد قوس يشبه عقد باب حُوّل إلى نافذة، وفوق كل قوس توجد نافذة صغيرة تشبه المحراب، ليكون مجموعها ست وعشرون نافذة.(1)
وصف المؤرخون والرحالة هذه القبة فقد ذكرها مجير الدين الحنبلي في كتابه الانس الجليل فقال: وفي تلك الجهة بالقرب من الدوادارية قبة محكمة البناء بداخلها صخرة ثابتة وتعرف هذه القبة بقبة سليمان، والصخرة ثابتة بها يقال أنها التي وقف عليها سليمان عليه السلام بعد انتهاء البناء ودعا الله فاستجاب الله له.(2)
وأيضاً وصفها فضل الله العمري بقوله : وهذه القبة بالجانب الشمالي من الحرم ويدخل من هذا الباب إلى قبة مثمنة، وتتمة التثمينات مسدودة بها أربعة وعشرون عموداً من الرخام، في كل تثمينة من المسدودات أربعة أعمدة حاملة للرخامة التي في عقد القناطر، وعلى يمنة المصلي في المحراب صخرة صغيرة. (3)
يعود إنشاء هذه القبة إلى الفترة الأموية حيث يذكر المؤرخ المقدسي مجير الدين الحنبلي أن بناء القبة يعود لفترة الأمويين. والذي بناها هو سليمان بن عبدالملك ولكن هذه القبة تهدمت وأعيد بناؤها في زمن الايوبيين وحملت نفس الاسم لنيل البركة وتيمناً بنبي الله سليمان.
تتشابه قبة سليمان من الناحية المعمارية مع قبة المعراج الأيوبية في الشكل المثمن والأقواس ( العقود) التي تحولت إلى نوافذ، إلا أن أعمدة الرخام التي تحمل العقود في قبة سليمان لا تظهر من الخارج، كما أن قبة سليمان لا تعلوها قبة صغيره مثل قبة المعراج.(4)
سبب التسمية: الرواية الأولى: تقول أن الأسماء اطلقت على بعض القباب في المسجد الأقصى كانت تيمناً بأسماء الأنبياء الذين صلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فهناك قبة موسى وقبة النبي وهذه قبة سليمان.
الرواية الثانية : الأرجح أن سليمان بن عبدالملك هو من أنشأ هذه القبة في الفترة الأموية وسميت على اسمه.
ويقول النابلسي : وفي مؤخر المسجد من جهة الشمال مما يلي الغرب صخور كثيرة ظاهرة يقال إنها من زمن داود ثم ذهبنا الى مكان الصخرة المقتطعة من الصخرة الشريفة على ما يقال وله باب يفتح ويفلق فدخلنا اليه ورأينا الصخرة مقدار ذراعين طولاً والذراع عرضاً وفيه محراب وعليه قبة عظيمة محكمة البناء (5) .
المصادر :
(1) إيهاب الجلاد : معالم المسجد الأقصى تحت المجهر ،ص127
(2) مجير الدين العليمي : الأنس الجليل ، ج2، ص59
(3) ناجح بكيرات : دموع على أعمدة الأقصى ، ص48
(4) إيهاب الجلاد : المرجع السابق ، ص127
(5) عبدالغني النابلسي : الحضرة الأنيسية في الرحلة القدسية ،ص39