مئذنة باب الأسباط

من موسوعة بيت المقدس الإلكترونية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تسميتها وموقعها:

تقع على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى بين بابي الأسباط وحطة وتسمى الصلاحية أيضاً كونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية الكائنة خارج المسجد الأقصى والتي وأصبحت في العهد العثماني كنيسة القديسة حنا  

تاريخ إنشائها:

كباقي المنائر الموجودة في المسجد الأقصى تعود للفترة الأموية وذلك نراه في المصادر القديمة فيقول ابن عبد ربه المتوفى٣٢٨ه‍ "وفيه أربع مناور لمؤذنين"  ويتكلم مجير الدين وهو من الفترة المملوكية "أما المنائر فقد تقدم في ذكر وصف المسجد الذي كان عليه في زمن عبد الملك بن مروان وبعده، أن فيه من المنائر أربعاً، ثلاث منها صف واحد غربي المسجد وواحد على باب الأسباط، وفي عصرنا الأمر كذلك، لكن المنائر التي به الآن بناؤها مستجد بعد ذلك البناء والظاهر أنه على البناء القديم"  

وتذكر المصادر كما بقول ايهاب الجلاد ان الوليد بن عبد الملك وضع المآذن وكانت تسمى صوامع على زوايا المسجد الأقصى لتحديد حدوده. ويبدو أنه بعد الغزو الصليبي تهدم وتغير كثير من معالم الأقصى ومنها المآذن وقد تم إعادة البناء في العصر الايوبي والمملوكي وذلك على الأسس القديمة مما هو واضح من كلام مجير الدين. لذا فقد تم إعادة بناء مأذنة باب الأسباط في عهد السلطان الأشرف شعبان (764هـ - 778 هـ / 1363م – 1376م)، على يد الأمير سيف الدين قطلوبغا سنة (769هـ / 1367م)، وفقا للنقش التذكاري الذي كان موجوداً عليها، وأعاد العثمانيون بنائها بعد زلزال عام ١٥٨٦م على النمط العثماني، صدعها زلزال سنة 1346هـ الموافق 1927م مما اضطر المجلس الإسلامي الأعلى الى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد وعند احتلال إسرائيل للمسجد والمدينة سنة 1967م، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف، وقد جرى ترميمها كاملا بعد ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وكست قبتها بالرصاص. وصفها:

المئذنة هذه أجمل مآذن المسجد مظهراً، وأفخمها عمارةً، يقول مجير الدين العليمي: "والرابعة-(أي المنارة) على الجهة الشمالية من المسجد بين باب الأسباط وباب حطة وهي أظرفها شكلاً وأحسنها هيبةً، وهي بناء السيفي قطلوبغا.. بناها في سلطنة الملك الأشرف شعبان بن حسين في سنة ٧٦٩" 

يبلغ ارتفاعها 28.5م، بها مدخل جنوبي للصعود إلى شرفة المؤذن. هذا المدخل به عدد من الدرجات تتزين بمجموعة من المقرنصات، وشكل قاعدة هذه المئذنة يختلف عن المآذن الأخرى فهي ثمانية الأضلاع وليست مربعة، ذلك أنه أعيد بناؤها بشكلها الأسطواني هذا في الفترة العثمانية عام 1007هـ/1598م في عهد السلطان محمد الثالث. النقوش على المئذنة:

«أنشأ هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين بن السلطان الملك الناصر محمد قلاوون خلد الله ملكه... الأمير سيف الدين الأشرف المقر السيفي قطلوبغا ناظر الحرمين.. أعز الله نصره في تأريخ سنة تسع وستين ووعليها نقش المجلس الإسلامي الأعلى «جدد عمارة هذه المئذنة المجلس الاسلامي الأعلى سنة ١٣٤٦ الهجرة النبوية ».


المصادر والمراجع: رأفت الرفاعي و عبد الله معروف: أطلس معالم المسجد الأقصى، ط١، مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع، عمان، ٢٠١٠، ص٥٢. أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي ت٣٢٨ه‍: العقد الفريد، تحقيق: محمد سعيد العريان، ط٢، مكتبة الاستقامة، القاهرة، ١٩٥٣، ج٧، ص٢٥٦. مجير الدين العليمي الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تحقيق(محمود عودة الكعابنة)، ط١، مكتبة دنديس، عمان، ١٩٩٩، ج٢، ص٦٦. إيهاب سليم الجلاد: معالم المسجد الأقصى تحت المجهر، ط١، مركز بيت المقدس للأدب، القدس، ٢٠١٧، ص٢٠٩. مجير الدين العليمي الحنبلي: الأنس الجليل، ١٩٩٩، ج٢، ص٦٦.

 دليل المسجد الأقصى « الحرم الشريف »، (القدس، الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشؤون الدولية، ط٢، ٢٠٢٠)، ص٥٧.
 إيهاب سليم الجلاد: معالم المسجد الأقصى تحت المجهر، ص٣٣٦.