منابر المسجد الاقصى المبارك

من موسوعة بيت المقدس الإلكترونية
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
 1_ منبر نور الدين زنكي 

هو منبر خشبي جميل، صنع من خشب الأرز له بوابة يرتفع فوقها تاج عظيم ثم درج يرقى إلى قوس أعلاه وشرف خشبية، وهو مرصع كله بالعاج والصدف وفيه نقوش، وحفر على الخشب الذي فيه وصفه المقريزي وقال : لم يعمل في الإسلام مثله. أمر بصنعه نور الدين محمود الزنكي عام 564 هجري أي قبل تحرير الأقصى ب 19 سنة وتعب عليه ليليق بمقام الأقصى َكان ذلك في حلب قبل فتح بيت المقدس حيث ذكر العماد الأصفهاني في كتابه البرق ( وكان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمه الله تعالى في عهده عرف بنور فراسته فتح البيت المقدس من بعده فأمر في حلب باتخاذ منبر للقدس تعب النجارون والصناع والمهندسون فيه سنين، وأبدعوا في تركيبه الإحكام والتزيين، وأنفق في إبداع محاسنه وإبداء مزاياه ألوفاً، وكان لترديد النظر فيه على الأيام ألوفاً، وبقي ذلك المنبر بجامع حلب منصوباً سيفاً صوان الحفظ مقروناً، حتى أمر السلطان صلاح الدين بنقل المنبر إلى موضعه القدسي في المسجد الأقصى بالجامع القبلي ليصبح المنبر الرئيس بعد الفتح (1). ويشتهر هذا المنبر بأنه صنع بأسلوب التعشيق وهو ربط القطع الزخرفية الخشبية دون الحاجة لتثبيتها بالمسامير أو غيرها. وهذا الأسلوب النادر كان معروف في حلب. النقوشات والكتابات على المنبر 1_ هناك كتابة تاريخية على يسار الخطيب وهو يصعد المنبر مكتوب فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمله العبد الفقير إلى رحمته الشاكر لنعمه المجاهد في سبيله المرابط لإعلاء دينه الملك العادل نور الدين ركن الإسلام والمسلمين منصف المظلومين من الظالمين أبو القاسم محمود بن زنكي ابن آق سنقر، في شهور سنة أربعة وستين وخمس مئة(2). 2_ آية قرآنية على يمين الخطيب وهو يصعد المنبر قوله تعالى ( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القرى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).

٣_ على رقبة المنبر يوجد النقش التالي : بسم الله الرحمن الرحيم عُمل في أيام مولانا الملك العادل الصالح إسماعيل بن محمد ركن زنكي 4_ كما نقش على باب المنبر أسماء الصانعون كالتالي : صنعه ابن ظافر الحلبي رحمه الله صنعه سليمان بن معالي رحمه الله، صنعه حميد بن ظافر رحمه الله، صنعه فضايل وأبو الحسن ولدي يحيى الحلبي رحمه الله(3).


هذا وقد أمر الملك نور الدين بصنع ثلاثة منابر متشابهة في ذلك الوقت وضع أحدها في مسجد حلب والثاني في الجامع القبلي بالمسجد الأقصى الثالث موجود اليوم في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل. تعرض المنبر للحريق في يوم الخميس 21 آب 1969 م على يد مستوطن يهودي اسمه دينيس مايكل روهان وكذلك لحق الحريق بالجامع القبلي وأدى ذلك إلى تدمير المنبر بالكامل ونحوله إلى رماد ولم يبقى منه إلا قطع قليلة وضع بعضها في المتحف الإسلامي بالمسجد الأقصى (4) .


أما المنبر الذي نشاهده اليوم فقد أمر الملك حسين بن طلال بصنعه في عام 1993م وإعادة بنائه وتكفل الملك عبدالله الثاني بن الحسين بكافة التكاليف وتم تصنيع منبر مشابه للمنبر الأصلي في الأردن بنفس الطريقة والشكل ووضع بالجامع القبلي عام 2007م وكان هناك منبر حديدي مؤقا في الفترة بين حريق المنبر الأصلي والمنبر الجديد.


المصادر والمراجع :

(1) ناجح بكيرات : دموع على أعمدة الأقصى نص50 (2) فهمي الانصاري : منبر نور الدين ،ط1،ص51-52

(3) فهمي الانصاري : منبر نور الدين ،ص51 

(4) ناجح بكيرات : المرجع السابق .